الهجرة والتصحر مَن يوقفهما في العراق؟

الهجرة والتصحر مَن يوقفهما في العراق؟


شيماء العبدلي/راديو الغد 


دون مقدمات مطولة، فالهجرة من الريف الى المدينة سببها الرئيس هو: عدم وجود فرص للعمل ونقص الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وعدم وجود البنى التحتية الاساسية كالمستشفيات والمدارس وغيرها.

واي بلد يمر ريفه بما ذكرنا ويعاني من نقص هذه الخدمات او واحده منها وخصوصاً فرص العمل سيكون خيار ابنائه الافضل الهجرة.

وهذا الخطر - أعني الهجرة - ليس حكراً على البلاد العربية بل حتى نجده في اوربا وامريكا في زمن التغير المناخي.

المدن المكتظة..

أصبحت مراكز المدن في المحافظات العراقية الكبرى لا تستوعب الاعداد الكبيرة من السكان وصار التنقل من منطقة إلى أخرى يشكل عائقاً أمام الاسرة عامة ان كانوا موظفين او عمالاً او عاطلين.

العاصمة بغداد حين يريد الموظف أن يصل عمله فإنه قد يستغرق ساعة ونصف بل ساعتين، وهو ما دفع بعضهم للسكن في مناطق نائية نوعاً ما خشية الوقوع في الازمات المرورية الصباحية.

نينوى هي الأخرى بما تمتلكه من أراض شاسعة وصالحة في نفس الوقت للزراعة أصبح تركز الناس في مركز مدينتها (الموصل) التي تشهد انتعاشاً على كل الصعد يثير المزارع وتدفعه للهجرة نحوها وترك ارضه والاندماج مجتمعيا في المدينة.

وليست بغداد ونينوى المثالان الوحيدان بل محافظات مثل الانبار وصلاح الدين الحال فيها سواء.

 

 

ازمة المياه وخطورتها..

في العراق نهران عظيمان دجلة والفرات لكن منسوبهما أصبح أقل من ذي قبل، لا نتحدث هنا عن عشر سنوات مضت بل عن أشهر قليلة لاحظ المواطن أماكن يمكن المشي عيها لمئات الأمتار.

تغير المناخ ساهم في زيادة المشكلة المائية ليس في العراق بل في العالم، التقديرات الأخيرة الصادرة عن الأجهزة المعنية تشير الى وجود شحة تصل أحيانا مرحلة النقص في الاحتياج الفعلي قد تصل الى أكثر من 50% في نهاية 1950م. هذا الامر سيكون الشعرة التي ستتسبب في انهيار كبير يصيب القطاع الزراعي.

الحلول من السماء..

رغم كل الانطباعات القائمة على بيانات موثقة فيما يتعلق بالواقع الزراعي العراقي، إلا أن الحلول تأتي احياناً من السماء عبر امطار غزيرة تنعش الزراعة التي تسجل معدلات مرتفعة ربما تكون الأعلى في السنوات الماضية.

لكنّ السؤال: ما الضامن أن تأتي الحلول في الشتاء عبر الامطار دائما لمعالجة الشحة، فمَن هم أكبر منّا سنّا يتحدثون عن شتاءات مختلفة شديدة البرودة كانت تمر عليهم في منتصف الخمسينيات وما بعدها.

وتبقى مسألة التخطيط والإفادة من هذه المياه وخزنها مطروحة على الحكومة للخروج من ازمة الشحة بأقل خسائر ممكنة.

الزراعة الحديثة..

في عالم اليوم تقنيات متطورة في الزراعة العمودية والافقية لسنا هنا بصدد التفصيل في جوانبها المتعددة التي يعلمها المختصون.

لكنّ طرحنا لمثل هذا الموضوع سببه تعاطي الحكومات المتعاقبة على العراق مع هذا الملف، وعقد الندوات وتفعيل الدراسات البحثية، ودعم من يشارك في مثل هكذا زراعة.

هذا الملف تقريباً يتم تجاهله بصورة كاملة، وغالبا ما يعتمد المزارع العراقي الوسائل البدائية في الزراعة، فيُوفق او يجانبه التوفيق.

المتوقع الخطر..

فراغ كبير في مناطق شاسعة من العراق يخلف أزمة في السكن داخل المدن والادهى من ذلك حصول الجماعات المسلحة على رقعة جغرافية تستطيع من خلالها التحرك وتهديد الامن.

الاعتماد بدرجة كبيرة او كاملة على المنتج الخارجي المستورد حتى لو كان ضمن المواد الأساسية التي من السهولة توفيرها كالخضروات مثلا والبقوليات وغيرها.

ارهاق الحكومة بالبحث عن درجات وظيفية دائمة او عقود بالنسبة للذين يتركون الزراعة وبالتالي وقوع ازمة مالية داخل الحكومة وعدم استطاعة تحملها أعباء مالية جديدة.

هذه دعوة لمواجهة الاخطار المحدقة بنا وعلى رأسها التغير المناخي الذي أصبح حقيقة واقعة لا محال.