الأول من نوعه بالعراق.. البصرة تحتضن عرض أزياء صديقة للبيئة
احتضنت محافظة البصرة، عرض أزياء فريد من نوعه يعد الأول على مستوى العراق، لما يحمل من فكرة متميزة وصديقة للبيئة.
مشروع "عرض أزياء البصرة للأزياء صديقة البيئة" لا يقتصر فقط على عرض التصاميم، بل أنه يدعم المواهب الشابة والصناعة المحلية، وإظهار قدرة العراق على الجمع بين الفن والحفاظ على البيئة.وتقول مخرجة عرض الأزياء علياء العكيلي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الفكرة التي عملت بجد على ترويجها بين الأفراد، تستند إلى جوهر النقاش حول مشروع الحفاظ على البيئة، من خلال أعلان دعمها للصناعة المحلية".
وتضيف، أن "الشؤون التي أرغب في التأكيد عليها هي وجود العلامات التجارية العراقية المحلية وتقديمها بشكل صحيح، ولهذا فكرت بعرض أزياء محلية وصديقة للبيئة، من خلال السعي إلى تقديم الدعم للعلامات التجارية العراقية الشابة والمساعدة في تحقيقها على أرض الواقع بشكل فعّال ودعم مصممي الأزياء الذين يعانون الإقصاء، بسبب الاعتماد على البضائع المستوردة".
وتابعت "كما يهدف العرض إلى دعم عارضات وعارضي الأزياء في العراق وتقديمهم، مع التأكيد على أهمية وجود مواصفات دقيقة ومناسبة حسب المواصفات، من دون إقصاء للأجساد المختلفة والمتنوعة، فلا يهمني أن يكون شكل العارضة مثالياً وخالياً من العيوب، أو طويلة القامة فقط، بل حبها للمهنة وقدرتها على المشي باحترافية".
كل شيء لخدمة البيئة
وأشارت إلى، أنه "تم تكامل هذه الفكرة في جميع جوانب العمل لصالح البيئة، حيث تم استخدام أنسجة صديقة للبيئة في الفنادق وفي إنتاج الملابس، مع التركيز على تعزيز المبادئ البيئية ورفض الأزياء السريعة التي تؤثر سلباً في الأرض بشكل عام".
وذكرت، أن "الاستعداد للمشروع استمر على مدى ثلاثة أشهر، حيث قام المصممون بإعداد تصاميم احترافية تعكس بشكل واضح الهوية العراقية"، مبينة أن "تلك التصاميم لا تقتصر على العرض فحسب، بل هي معروضة للبيع أيضا، مما يعزز الفرص الوظيفية ويسهم في نشر الوعي بأهمية الملابس الصديقة للبيئة".
مواجهة التحديات
وأضافت العكيلي: "استخدام الملابس والأقمشة الصديقة للبيئة كان أمراً صعباً للغاية، حيث نفذت الفكرة باستخدام الآلات العادية، لذا أصبحت هذه الجوانب أمراً معقداً بشكل أساسي نظراً لاعتمادها على متطلبات متخصصة، كما اعتمد المصممون على آلاتهم الشخصية البسيطة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها مصممو ومصنعو الأزياء في العراق"، مؤكدة أن "المصممين اعتمدوا على مهاراتهم في تقديم تصاميم فريدة، وسط أقمشة لم تكن سهلة التنفيذ".
وبينت، أن "المصممين واجهوا تحديات في الحصول على الأقمشة الصديقة للبيئة، حيث كانت الكلفة مرتفعة حتى مع الدعم المتوفر من خارج العراق"، منوهة بأن "الفرص المتاحة داخل العراق محدودة، مما استدعى استيراد الأقمشة الصديقة للبيئة من دبي، والذي يعكس هذا التحدي الحاجة إلى دعم حكومي لصناعة الأقمشة والأنسجة الصديقة للبيئة داخل البلاد، كما أن تنفيذ العرض الذي لم يكن سهلاً، حيث تم إنتاج بعض القطع وحياكتها يدوياً".
وأكملت العكيلي، بالقول: "عند تقديم بدلة الزفاف، كانت معظم قطع التول غير صديقة للبيئة، لذلك تم التصميم باستخدام فكرة الاستدامة لجعل الملابس قابلة للارتداء على مر السنين مع تغير الموضة، واستلزم الأمر جهداً كبيراً لدعم هذا النوع من الصناعة، مع ذلك، تم تقديم العرض بأًفضل شكل ممكن، محققاً تأثيراً إيجابياً".
الكادر المنفذ للعرض
ولفتت إلى، أن "العرض احتوى على ثمانية مصممين تم انتقاؤهم بعد فحص مدى التحديات التي واجهوها في صناعة العلامة التجارية داخل العراق، مع اعتبار تصاميمهم أيضا، فكانت عملية اختيار وتجميع المصممين مسؤولية مؤسس العرض، وهي شركة زين كريم، فيما أشرف على تعديل وتنفيذ التصاميم الفنانة علياء العگيلي".
ثياب للحياة اليومية
التحدي الأكبر يكمن في تحويل خيال المصممين وتصاميمهم على أرض الواقع وبشكل ملهم، حيث اختير أن تكون الملابس جاهزة للارتداء في الحياة اليومية، مما يسهل على الحضور اقتنائها، مع مراعاة تلاؤمها مع طبيعة المنطقة.
وأوضحت بحديثها قائلة: "اقترنت ثيمة العمل وصورته العامة بالبوهيمين أو الستايل البوهو، وهي مرتبطة بفكرة الحرية والتواصل مع الطبيعة، حيث اعتمد هذا النمط من الأزياء على مزج مختلف من الخامات واستدامة القطع، ما يعني إعادة ارتداء القطع القديمة، كما وتمثلت الأحذية والأحزمة في قائمة القطع صديقة البيئة، حيث كانت جميع الأحذية المقدمة في العرض قد تم استخدامها من قبل، وتم تقديمها بحالتها الأصلية من دون أي تعديل، وقد أُلِفت هذه الخطوة أيضا للتوجيه بأننا نلبس الملابس ونثبت قيمتها، وليست الملابس هي التي ترتدينا".
اختيار البصرة
وأوضحت، أن "اختيار منطقة العرض في البصرة، للإشارة إلى أهميتها الاقتصادية والتجارية، حيث تم تداول تصاميم مستوحاة من شكل السفن وزي البحارة، مع اعتماد ألوان الميناء وهي الأبيض والأسود والرصاصي، كما ويبرز اللون الأخضر بوصفه رمزاً للاستدامة، ما يعكس التفرد والرؤية المستقبلية".
وتابعت "كما تم اختيار تصنيع قطع الاكسسوار يدوياً بهدف دعم الشباب الموهوبين في مجال صناعة الحلي، وتوجيههم بتقديم الفن من خلال تصاميمهم، حيث كانت معظم قطع الاكسسوار مصنوعة من الأحجار الطبيعية، ما أضفى عليها لمسة فريدة وطابعاً طبيعياً".
العرض المنفرد
وأشارت العكيلي، الى أنه "من التفاصيل الملفتة والمثيرة للدهشة، هو اعتماد تنظيم العرض في مخزن الحنطة، بالتحديد في سايلو البصرة الذي شيد منذ عام 1955 وكان مهجوراً، بهدف تقليل استهلاك الطاقة أولاً وعدم استخدام أصباغ ومواد قد تؤثر في البيئة، كما وتم اتخاذ قرار بتقليل إضاءة العرض لترشيد الاستهلاك، لذلك وجهت الإضاءة بشكل خاص على القطع، من أجل الحفاظ على تميز التصاميم وعدم تشويش الجمهور".
استضافة دولية
وأكدت علياء العكيلي، وهي أيضاً عضو دبي فاشن في بغداد، "تم استضافتي بمؤتمر دولي كبير يتعلق بالموضة العراقية المعاد تدويرها من أجل بيئة آمنة ونظيفة".
وأشارت إلى أن "المؤتمر يهدف إلى بحث كيفية تطوير هذا القطاع ليكون قادراً على المنافسة مع صناعة الأزياء الخارجية والتحديات التي تواجهها من خلال الاستيراد، كما أبرز التحديات التي تواجه العاملين في صناعة الأزياء، الذين يعانون بسبب التنافس مع المنتجات السورية والتركية واللبنانية".
الابتكار من أجل البيئة
مصممة الأزياء دعاء علاوي، هي إحدى المصممات المشاركات في عرض أزياء بصرة رابس وي، ومؤسِّسة لعلامة DA التجارية، التي تحمل الاسم نفسه Doaa Allawi ، هدفها الأساس هي الأناقة الكلاسيكية غير الرسمية كمعيار أنثوي لعلامتها التجارية.
أسلوب دعاء علاوي في الخياطة أثر في مفهوم مظهر فساتين السهرة بطابع عراقي مأخوذ من البيئة العراقية، حيث بدأت موهبتها من منزلها، وتمتلك اليوم متجراً خاصاً بها.
وتؤكد في حديثها لوكالة الأنباء العراقية (واع): "قمت برسم وتصميم وخياطة أفكاري كلها ونقلها للواقع، حيث قدمت عشرة تصاميم مختلفة ومتنوعة تحمل الطابع والشكل العراقي في خيوطها، ومنها الهاشمي، الذي أحبه الجمهور كثيراً ".
وأضافت، " كان الأمر صعباً في التعامل مع الأقمشة الصديقة للبيئة بسبب عدم توفر مكائن خياطة خاصة بها، لكني سعيدة بالتجربة كثيراً لأنها منحتني شعوراً بقدرتنا جميعاً على حماية البيئة والأرض بثيابنا وتصاميمنا".
وتعبر علاوي عن "سعادتها بالعمل بعرض أزياء هو الأول من نوعه بالعراق، مع مجموعة من المصممات المميزات، وهن زهراء ضياء، دعاء القاسم، سارة الموسى، سارة كنعان، سرى محمد، ود عبد الوهاب، وارجوان جاسم".
إقرأ ايضاً
- 13 October
- 13 October
- 13 October
- 13 October
- 13 October
- 13 October