110 حقول بيض مائدة في البصرة تتكبد خسائر كبيرة جراء المستورد المغلف بكارتون عراقي

110 حقول بيض مائدة في البصرة تتكبد خسائر كبيرة جراء المستورد المغلف بكارتون عراقي

يعاني أصحاب حقول الدواجن في محافظة البصرة، البالغ عددهم نحو 110 حقول، من مشاكل عديدة تسببت بتعرضهم الى خسارات مادية كبيرة، منها قيام تجار بتغليف البيض الايراني والتركي بكارتون عراقي وبيعه في الاسواق على انه بيض مائدة عراقي، وفيما اشاروا الى ان التجار يلجأون الى شراء البيض التركي والايراني وتغليفه بكارتون لبيعه على انه عراقي في الاسواق المحلية، أكدوا انه خلال الاشهر المقبلة سيكون من الصعب على المواطنين الحصول على بيض عراقي.
 
يشار إلى أن العراق شهد خلال الأشهر الماضية أزمة في إنتاج بيض المائدة، حيث أثرت عمليات الاستيراد على الإنتاج المحلي بسبب تفاوت الأسعار بين الداخل والخارج، ما جعل وزارة الزراعة تقرر إيقاف الاستيراد، وبالتالي ارتفاع أسعار البيض في الساواق المحلية.
 
انتاج 77 مليون بيضة خلال شهر
 
بهذا الصدد، يقول مدير زراعة البصرة هادي حسين لشبكة رووداو الاعلامية ان "قطاع الثروة الحيوانية تعرض الى مشاكل وتحديات كبيرة، منها شح المياه وقلة الامطار وجفاف الاهوار وقلة الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية والملوحة التي اثرت بشكل كبير على الواقع الزراعي والحيواني في محافظة البصرة".
 
وأوضح أن "حقول الدواجن ايضاً تعاني من مشاكل عديدة، منها نقص الاعلاف ومستلزمات الانتاج، والتي هي مستوردة من الخارج"، مبينا انه "في شهر آب الماضي تم انتاج 77 مليون بيضة مائدة من حقول الزبير وسفوان".
 
ولفت هادي حسين الى أن "اصحاب حقول الدواجن يعانون كثيرا من عدة مشاكل، وقد ناشدوا كثيرا من اجل تقديم الدعم لهم"، داعيا الحكومة الى تقديم الدعم لهم من خلال توفير الاعلاف وغيرها من الامور في سبيل النهوض بقطاع الثروة الحيوانية".
 
وسبق أن أبدى وزير الزراعة العراقي محمد كريم الخفاجي عن "طموح كبير" بتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تنمية الدواجن سواء في إنتاج البيض أو تربية الدواجن، موضحاً أن وزارته تعمل على تحقيق ستراتيجية 2022 - 2026 للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، حسب قوله.
 
انفاق مليارات على 110 حقول دواجن
 
لكن حسين سعد حسين، وهو صاحب حقل دواجن في قضاء الزبير بمحافظة البصرة، يقول انه "توجد في البصرة اكثر من 110 حقول للدواجن، يعمل منها اقل من 100 من هذه الحقول"، منوها الى ان "اصحاب هذه الحقول يعانون من مشاكل عديدة".
 
وأردف حسين أنه "وخلال عام 2016 قمنا بتجربة انشاء مشاريع حقول الدواجن، حيث راجعنا وزارة الزراعة التي وعدتنا بتقديم الدعم لكوننا مستثمرين عراقيين، وقمنا بانفاق مليارات الدنانير على هذه المشاريع على ارض زراعية كنا نزرع فيها سابقاً الطماطة والخيار، لكنها مشاريعنا انهارت بسبب غياب الدعم".
 
ولفت الى "تكبد اصحاب حقول الدواجن خسائر كبيرة، وعلى اثر غياب الدعم الحكومي وغياب الرقابة على الانتاج المستورد، قمنا بتنظيم تظاهرات، لكنها لم تنفع"، مضيفا ان "هنالك اصحاب مشاريع دواجن قاموا ببيع حقولهم بخسائر كبيرة، وقام آخرون بجزر دجاجهم، في حين يقاوم المتبقي منهم بما امكنه ذلك".
 
أما بخصوص أسعار الاعلاف، اشار الى "ارتفاع سعر الاعلاف من 350 دولاراً الى 600 دولار للطن الواحد، وكذلك ارتفاع سعر طن الصويا من 500 دولار الى 900 دولار، وهذا بالتأكيد أثر على كلفة انتاج البيض"، منوها الى أن "واحدة من مشاكلنا العديدة هي عدم حصول اصحاب مشاريع الدواجن على الاجازات".
 
"نشتري زيت الغاز (الكاز) من السوق السوداء بسبب النقص الكبير في ساعات تجهيز الكهرباء"، وفقاً لصاحب الحقل، الذي أكد أن "مشاريعنا انهارت بشكل كبير، فنحن نبيع البيض منذ شهر اذار الى ايلول، بسعر 47 ألف دينار للكارتون الواحد، علماً أن الكلفة تتجاوز 50 الف دينار".
 
ونوه حسين الى ان "واحدة من المشاكل التي نعانيها هي حصول امراض مفاجئة تصيب الدجاج، بغياب اللقاحات التي ينبغي على الحكومة توفيرها لنا، مما يؤدي الى خسائر كبيرة".

تغليف البيض الايراني والتركي بكارتون عراقي
 
صاحب الحقل المذكور، انتقد "غياب الرقابة الحكومية عن قيام بعض التجار باستيراد البيض التركي والايراني، ومن ثم يضعونه في كارتون عراقي على اعتبار انه بيض عراقي، بينما هو بيض تركي أو ايراني، رغم انه غير طازج ومخزون منذ مدة ليست قصيرة، لذا يقومون ببيعه في الاسواق المحلية بسعر أرخص من البيض العراقي".
 
وحذّر حسين من أن "الاسواق مقبلة على غياب كبير للبيض العراقي في الاشهر القليلة المقبلة وحصول ازمة في البيض، ويتزامن ذلك مع نقص كبير لدى ايران وتركيا ببيض المائدة"، منوها الى ان "غياب الدعم الحكومي والرقابة ادى الى خسارة أصحاب الحقول العراقيين مشاريعهم".
خسائر مالية كبيرة
 
حسين، استشهد باحدى حالات الخسائر لهذه المشاريع في محافظة البصرة، بالقول ان "صاحب احد المشاريع عرض مشروعه للبيع بسعر 7 مليارات دينار، بينما كانت تكلفته عليه 15 مليار دينار، رغما أن انتاجه اليومي كان 1200 كارتونة بيض مائدة، لكنه اضطر الى اغلاق مشروعه".
 
مديرية الزراعة في محافظة البصرة، أعلنت مطلع شهر آب الماضي، أن مشاريع بيض المائدة العاملة فيها أنتجت أكثر من 64 مليون بيضة خلال شهر تموز الماضي، مبينة أن "مشاريع إنتاج بيض المائدة تعمل بنظام التربية بالاقفاص وباحدث التقنيات الحديثة، حيث أنتجت (64.506.600) بيضة وبمعدل (2.150.220) بيضة باليوم الواحد، وذلك لسد حاجة السوق المحلية وتلبية طلبات المواطن".
 
وأشارت إلى أن "وزارة الزراعة ومن خلال دوائرها المختصة مستمرة بتقديم الدعم اللازم لمربي الثروة الحيوانية ومنها قطاع الدواجن وسعيها الداعم لتوفير مادة بيض المائدة واستقرار الأسعار وتحقيق التوازن ما بين دعم المربين وتوفيرها للمواطنين بأسعار مناسبة"، حسب بيان صادر عنها.
 
وفي آذار الفائت، أعلنت وزارة الزراعة العراقية، تصدير بيض المائدة الى دول الخليج، مشيرة الى ان هذا التوجيه جاء من اجل تشجيع المنتجين على زيادة انتاج بيض المائدة وخاصة بعد انجاز المشاريع الخاصة بانتاج البيض.