الحضر مدينة الألفي عام تحتفل بأعمال إعادة الإصلاح والترميم

الحضر مدينة الألفي عام تحتفل بأعمال إعادة الإصلاح والترميم
يحتفل علماء الآثار بالمرحلة الأولى من أعمال ترميم المنحوتات القديمة في موقع عراقي دمره إرهابيون من تنظيم داعش.

كانت الحضر ذات يوم عاصمة للمملكة الصغيرة في عربايا، وواحدة من أوائل الدول العربية التي تأسست خارج شبه الجزيرة العربية. كانت مفترق طرق تجارية رئيسة بين الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية.

و الحضر مدينة مزدهرة من القرن الأول والثاني قبل الميلاد، إذ كانت تسمى مدينة الشمس لأن فيها قاعات متناظرة تطل على الشرق حيث تشرق الشمس.

وتقع في منطقة الجزيرة بالغرب من محافظة نينوى في العراق على بعد حوالي 290 كيلومترا (180 ميلا) شمال غرب بغداد و 110 كيلومترات (68 ميلا) جنوب غرب مدينة الموصل.

وقد نجت من عدة غزوات، بما في ذلك غزوتان قام بهما الرومان قبل أن يتم التخلي عنها أخيرا، لكن تنظيم داعش ترك ندوبا أصعب بكثير لإزالتها.فعندما سيطر المسلحون على المنطقة، دمروا معظم التماثيل.

واستخدم داعش المدينة كمعسكر وورشة لتجهيز السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.

لم يسمحوا لأحد بدخول المدينة أثناء سيطرتهم على المنطقة.

أطلقوا النار على العديد من التماثيل والمنحوتات وعلى الجدران، وهناك ثقوب طلقات نارية على العديد من التماثيل والجدران داخل المدينة القديمة.

تم تحرير مدينة الحضر من قبضة داعش في عام 2017 ، لكن الأضرار التي تسبب بها لا تزال موجودة.

وخلال مرور الزمن انهار بعض القناطر في المدينة، حتى قبل أن يسيطر داعش على المنطقة.

الآن بدأت مجموعة دولية من علماء الآثار بإعادة أجزاء من المدينة إلى ماضيها المجيد. ويأتي هذا الاحتفال بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من العمل التي تشرف عليها دائرة آثار الموصل ووزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية.

واوضح مدير مفتشية آثار الموصل خير الدين أحمد أن العمل بدأ في الوقت المناسب "لحفظ بعض الأعمال الفنية".

يقول أحمد: "كان هناك اليوم احتفال بانتهاء المرحلة الأولى من أعمال الإصلاح والترميم في موقع الحضر الأثري"، مضيفا ان هذه الأعمال "تركزت على إدارة الموقع بالإضافة إلى الصيانة العاجلة لإنقاذ بعض التماثيل والقطع، وكذلك أعيدت بعض الجدران وبعض المنحوتات إلى أماكنها الأصلية".

وتقوم الرابطة الإيطالية الدولية للدراسات الوسطى والشرقية (ISMEO) بترميم موقع الحضر القديم بتمويل من التحالف الدولي لحماية التراث في منطقة النزاع.

البروفيسور ماسيمو فيدال، عالم آثار من جامعة بادوفا هو جزء من فريق الترميم.

وقال فيدال ان "الموقع كان مثقلا بالكثير، والكثير من القمامة، والكثير من المخلفات، لذلك قمنا بتنظيف كل هذه الأشياء"، مشيرا الى  انه "كان لا بد من تنظيف السطح من كل هذه المواد، وتم أيضا تنظيف المعابد، ثم بدأنا العمل في الهندسة المعمارية، وبدأنا العمل على التماثيل".

وحسب فيدال انه "قمنا بتجميع المنحوتات المهمة التي دمرها الإرهابيون، وفي الوقت نفسه، أصلحنا المباني لأنه إذا لم يكن لديك مبان، فلا يمكنك العمل هناك".

ويشرح رئيس موقع الحضر الأثري محمود عبد الله كيف تضررت المنحوتات بالقول: "بالنسبة لمدينة الحضر، ليس لدينا قطع يمكن سرقتها، أعني القطع القابلة للنقل في المدينة القديمة. ولكن هناك منحوتات على واجهة المعابد وبعضها يزين الجدران، وهذه المنحوتات تعرضت الى أعمال التخريب أو الرصاص أو الضرب من قبل تنظيم داعش".

ويتجول الناس مرة أخرى بعد ألفي سنة مضت في اثار هذه المدينة التاريخية القديمة، ويعبرون عن اعجابهم بأعمدتها الشاهقة وتراثها الفريد.