الكاظمي يؤكد تطلع العراق لبناء "شراكة راسخة" مع أميركا على أسس احترام السيادة العراقية

الكاظمي يؤكد تطلع العراق لبناء
أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، للرئيس الأميركي، جو بايدن، تطلع بلاده لبناء "علاقات وطيدة وشراكة راسخة" بين بغداد وواشنطن "على أسس احترام السيادة العراقية"، بعد انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين الى مهام الإستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، وعدم وجود القوات القتالية بحلول يوم 31 من كانون الأول للعام الجاري 2021.

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان بأن الكاظمي، التقى بالرئيس الأميركي جوزيف بايدن في مستهل زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية التي وصلها في وقت سابق على رأس وفد حكومي.

وعقد الجانبان جولة مباحثات في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، تناولت مختلف جوانب تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات الأمنية والإقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية.

وشهد اللقاء التأكيد المتبادل على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين الى مهام الإستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، وعدم وجود القوات القتالية بحلول يوم 31 من كانون الأول للعام الجاري/2021.

وأشاد بايدن بدور الكاظمي والحكومة العراقية "المتنامي في السير بالعراق نحو الاستقرار، ومساهمتها الفعالة في إرساء أسس السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط".

كما شهد اللقاء تأكيد دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، على مسار إجراء الإنتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل.

وأكد الكاظمي "تطلع العراق الى بناء علاقات وطيدة وشراكة راسخة مع الولايات المتحدة الأميركية، على أسس إحترام السيادة العراقية، وضمن إطار الإتفاقية الستراتيجية بين البلدين وحفظ مصالح العراق".

كما عبّر عن تقدير العراق للدعم الأميركي في الجهود المبذولة لأجل إجراء الإنتخابات البرلمانية العراقية في موعدها المقرر، بحسب البيان.

وتباحث الجانبان في "توسعة أفق الاستثمار أمام الشركات الأميركية في العراق، والخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في توفير بيئة جاذبة للاستثمار بالفرص الواعدة في العراق، وبما يعزز الإستقرار الإقتصادي ويزيد من خلق فرص العمل".

وجرى خلال اللقاء ايضا بحث الجهود الثنائية والتعاون المشترك في مجال مكافحة جائحة كورونا، "واستعداد الولايات المتحدة توفير المزيد اللقاحات من أجل تعضيد جهود الحكومة العراقية في الوقاية وتوفير الحماية الصحية لأبناء شعبنا".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة ستنهي بحلول نهاية العام "مهمّتها القتاليّة" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع هذا البلد.

وقال بايدن وبجانيه رئيس الوزراء العراقي: "لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة" في العراق، لكنّ "تعاوننا ضدّ الإرهاب سيتواصل حتّى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها".

وأوضح أنّ "دور" العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على "تدريب" القوّات العراقيّة و"مساعدتها" في التصدّي لتنظيم الدولة الإسلاميّة، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بالعديد.

وقالت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان لاحق إنّ "العلاقة ستتطوّر بالكامل نحو دور للتّدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخباريّة" مع القوّات العراقيّة المنخرطة ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة. وأضافت "بحلول 31 كانون الأول، لن يكون هناك مزيد من القوّات في مهمّة قتالية".

وبحسب البيان نفسه، تؤكّد "الولايات المتحدة احترامها سيادة العراق وقوانينه، وتتعهّد توفير الموارد التي يحتاجها العراق للحفاظ على وحدة أراضيه".

ويأمل الكاظمي، في لقائه الأوّل مع بايدن، الحصول على مؤشّر من شأنه أن يُعطيه دفعاً سياسيّاً قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابيّة مبكرة.

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأحد إنّ القوّات الأميركيّة المنتشرة في العراق "قادرة على شنّ عمليّات قتاليّة" و"يصعب جدّاً" التمييز بين الجنود وقوات الدعم والمستشارين.

وأضاف لصحافيّين في مستهلّ جولة في آسيا "ما يهمّ (...) هو ما يُطلب منا القيام به".

رسمياً، هُزم التنظيم في العراق عام 2017 على أيدي القوّات العراقيّة مدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، لكنّ مخاوف عودته تبقى حاضرة بحسب مصدر دبلوماسي أميركي، لأنّ "كثيراً من الأسباب التي سمحت بصعود التنظيم عام 2014 لا تزال قائمة".

تأتي زيارة الكاظمي إلى واشنطن في وقت تتعرّض القوات الأميركيّة في العراق لهجمات متكررة تشنّها جماعات مسلحة، وتشنّ واشنطن ضربات ردّاً على تلك الهجمات، آخرها في 29 حزيران، حينما قصفت مواقع فصائل عراقيّة عند الحدود السورية-العراقية.

ولا يزال هناك نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرّر إلى البلاد قوّات خاصّة لا تُعلن عديدها.

ولم تتوان الفصائل المسلحة عن تكثيف ضغوطها مؤخّراً على الكاظمي الذي ضعف موقفه في مواجهة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، لا سيّما أزمة الكهرباء التي يعتمد العراق على إيران للتزوّد بما يكفيه منها، خصوصاً في فصل الصيف الحار.

- "إعلانات شكلية" -

قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعيّة، يأمل رئيس الحكومة العراقي أن يستعيد بعضاً من النفوذ في مواجهة الفصائل النافذة والمعادية جداً لوجود الأميركيّين في البلاد.

وانسحبت معظم القوات الأميركية المُرسلة عام 2014 في إطار التحالف الدولي لمساندة بغداد على هزيمة تنظيم الدولية الإسلامية، خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

يشكل العراق جزءاً مهماً من الإطار الاستراتيجي للولايات المتحدة التي تقود عمليات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين في سوريا المجاورة.

ومنذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في آب 2020، حصلت تطورات أبرزها تواصل الهجمات التي تتهم بها الفصائل على المصالح الأميركية في البلاد، وليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المسيرة، الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة للتحالف الدولي.

وقد بلغ عددها نحو خمسين هجوما منذ مطلع العام، كان آخرها هجوم بطائرة بدون طيار استهدف قاعدة تضم قوات للتحالف الدولي في كردستان العراق، بدون أن يتسبب الهجوم بسقوط ضحايا.

وطالبت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضم فصائل بعضها منضو في الحشد الشعبي، السبت بـ"انسحاب القوات المحتلة"، مهددةً بمواصلة الهجمات ضد الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.