يوميات الروهينغا.. 150 منظمة في خدمة اللاجئين

يوميات الروهينغا.. 150 منظمة في خدمة اللاجئين
بمرور الوقت أصبحنا أكثر دراية بشوارع كوكس بازار، وحفظنا الطرق المؤدية إلى مخيمات اللجوء الممتدة لنحو 100 كيلو متر وتولدت بيننا وبين المكان ألفة من نوع خاص، كانت كفيلة بمنحنا قدرة أكبر على الاقتراب من تفاصيل ما يدور على الأرض، وخاصة ما يتعلق بدور منظمات الإغاثة.
كان تعارفنا الأول بأعضاء البعثة المشتركة للصليب والهلال الأحمر واتحاد المنظمات الدولية في جولة أجريناها على الفنادق القريبة من مقر إقامتنا في محاولة للوصول إلى مصادر للأخبار، وبعدهم كان مسئولو منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف ثم توالت متابعاتنا لعمل المنظمات وجمعيات الإغاثة من مختلف أنحاء العالم.
حضروا جميعا إلى كوكس بازار ليكونوا في خدمة اللاجئين الروهينغا الذين تتزايد أعدادهم يوما تلو الآخر.
أفضل الممكن
"هذه المنطقة من العالم تعاني من الفقر والمرض،  قد لا نتمكن من علاج مشكلة الفقر لكننا دون شك يمكننا أن نقدم لهم خدمة طبية أفضل".
 بهذه الكلمات لخص  المتحدث باسم الصليب الأحمر في كوكس بازار تصوره لدور أعضاء فريقه  داخل مخيمات اللاجئين.
  ويواصل الرجل حديثه معنا قائلا شاهدنا مواقف مؤثرة خاصة فيما يتعلق بالأطفال حديثي الولاد ة الذين يعاني أغليهم نتيجة تدهور صحة الأمهات، لكننا نعمل بالتنسيق مع منظمات عديدة وكذلك حكومة بنغلادش على تضميد جراحهم.
 وغير بعيد عن المستشفى الميداني الذي يقيمه فريق الصليب الأحمر، كانت منظمة اليونيسيف تقيم مراكزها الخدمية التي بلغ عددها نحو خمسين مركز مساعدة تهتم بالأطفال ورعايتهم في المقام الأول، وتشارك تلك المراكز أيضا بحملة التطعيم ضد الكوليرا.
يقول مدير التواصل في اليونيسيف : نركز اهتمامنا على خمسة مجالات هي الدعم النفسي للأطفال، وإقامة فصول تعليمية لهم وإمداد مخيمات اللاجئين بمصادر لمياه الشرب النقية، إلى جانب المساعدات الطبية والإنسانية للاجئين.
ويكمل الرجل حديثه عن وجود لاجئين من الهندوس إلى جانب اللاجئين المسلمين قائلا : نحن لا نعرف سوى أن هناك أطفال يحتاجون للمساعدة ولا دخل لنا بديانتهم وبرامجنا مصممة لخدمة الجميع، فنحن نؤمن بأن الطفولة  طفولة والجميع أمام المنظمات الأممية سواء.
إنسانية تشمل الجميع
وفي الواقع فإن هذا المبدأ هو العنوان العريض لكل الجمعيات والمنظمات التي رأيناها هنا، فداخل مخيم اللاجئين الهندوس كان هنا متطوعون مسلمون جاءوا لتوزيع المساعدات على اللاجئين والحلوى على الأطفال.
وفي مخيمات اللاجئين المسلمين صادفنا أعدادا كبيرة من المتطوعين "السيخ والهندوس"جاءوا من خارج بنغلادش لتقديم يد المساعدة للجميع.
وفي مركز استقبال اللاجئين في منطقة شاهبورير ديب كان العشرات من المتطوعين من مختلف الجنسيات والعقائد الدينية يضمدون جراح اللاجئين الذين ألقى بهم الاضطهاد في بلدهم لمخيمات اللجوء
ما يتجاوز مائة وخمسين جمعية ومنظمة وضعوا إمكاناتهم في خدمة اللاجئين، وكأنهم ينوبون عن العالم في تخفيف معاناتهم التي يبدو أنها ستستمر طويلا.