معركة الحويجة تقترب من ساعة الصفر.. وتحذيرات من كارثة إنسانية

معركة الحويجة تقترب من ساعة الصفر.. وتحذيرات من كارثة إنسانية
تواصل القوات المشتركة وصولها إلى محيط قضاء الحويجة بمحافظة كركوك تمهيداً لاقتحامه واستعادته من تنظيم داعش بعد إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي استعادة الموصل بالكامل.
وأطلق على عملية الحويجة تسمية”قادمون يا حويجة” وسط تسريبات عن تعيين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائدًا للعملية.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي أن طائرات القوة الجوية العراقية باشرت بإلقاء ملايين المنشورات على القضاء لتعلن للمواطنين قرب خلاصهم من عصابات داعش .
وأضافت في بيان أن ” المنشورات تتضمن توجيه المواطنين بالابتعاد عن أماكن تجمعات داعش، لأنها ستكون أهدافاً لطيارينا وستقوم قيادة العمليات 
المشتركة بتحديد الطرق الآمنة التي ستخصص لاحقا للمواطنين.
كما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية إرسال قطعات إضافية باتجاه قضاء الحويجة بالتزامن مع الاستعدادات الجارية هناك.
وقالت القيادة إن ” قطعات إضافية تابعة للقيادة انطلقت من العاصمة بغداد لتشارك في عمليات قادمون يا حويجة لانتزاعه من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي”.
وحول طبيعة الخطط المطروحة في عمليات تطهير الحويجة، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة يحيى رسول أن طبيعة الخطط ستكون خاضعة لتقدير القيادة العسكرية، ولكن أي عملية عسكرية يسبقها جهد جوي وضربات استنزاف، وهذه الضربات ليست من الآن، ولكن منذ فترة وعندما تنطلق العمليات العسكرية سيكون هناك غطاء جوي لتأمين هذه العمليات.
وأضاف رسول في تصريح له إن عناصر تنظيم “داعش” الفارين أمامهم خياران لا ثالث لهما، إما تسليم أنفسهم للمحاكمات العسكرية أو القضاء عليهم تماما بالضربات الجوية، لأن قضاء الحويجة محاصر من جميع الجهات.
من جهته يرى الخبير الأمني عباس الجبوري أن تنظيم داعش انتهى مع عملية الحويجة المرتقبة، فلم يعد كما كان عام 2014، او حتى قبل أشهر عدة في الموصل وتلعفر وغيرها، حيث تم تدمير قوة التنظيم العسكرية بسبب الضربات الموجعة والمكثفة خلال الفترة الماضية”.
وأضاف الجبوري  أن الاستراتيجية التي سيتبعها تنظيم داعش  في الحويجة لا أعتقد أنها ستتغير عن الموصل أو الفلوجة أو الأنبار وغيرها، فهو يعتمد بشكل واضح على الانتحاريين والقناصة واللجوء إلى اتخاذ المدنيين دروعًا بشرية، فضلاً عن زرع العبوات الناسفة والمصائد وغيرها”.
وتابع: أن الروح المعنوية لعناصر التنظيم مهزومة وهو ما تبين من عمليات تلعفر والعياضية.
ومع الاستعدادات الجارية رفضت وزارة البيشمركة السماح للقوات العراقية بالعبور من جبهات البيشمركة باتجاه المحور الشمالي من الحويجة إلا بعد عقد اتفاق بهذا الشأن.
وقال المسؤول في الوزراة شيخ جعفر لوسائل إعلام كردية” إن الحكومة العراقية لم ترسل أي طلب للوزارة بشأن معركة تحرير الحويجة، رغم وضع خطتها من العمليات المشتركة”. وهو ما ينذر بصدامات وخلافات حادة بين الجانبين، مع اقتراب ساعة الصفر لبدء المعركة.
ويرى مراقبون أن تحرير الحويجة يرافقه حسابات سياسية،  فالمدينة تشهد صراعاً حاداً بين الأكراد باعتبارها من المناطق “المتنازع عليها”، وسكانها العرب يرفضون الانضمام إلى إقليم كردستان، فيما تتخوف حكومة بغداد من سيطرة البيشمركة على المنطقة في حال مشاركتها في المعركة.
من جانبه أكد عضو المجلس المحلي لقضاء الحويجة أحمد خورشيد أن الاستعدادات جارية لإطلاق المعركة بمشاركة الحشد الشعبي والحشد العشائري والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب، فضلاً عن وجود 1350 من عناصر حشد الحويجة وهم جاهزون للمشاركة في عمليات تحرير المدينة، داعياً إلى مشاركة قوات البيشمركة في هذه العملية ايضاً.
وأضاف خورشيد أن عمليات الحويجة بدأت ولكن لم تعلن حتى الآن ساعة الصفر، فالقضاء يتميز بمساحتة الواسعة  وبالتأكيد ستشمل العملية تحرير حو حمرين في مناطق ديالى ومناطق صلاح الدين الساحل الايسر من الشرقاط.
وبشأن توقعات مجريات عملية التحرير، ذكر خورشيد، أنه بحسب المعلومات الموجودة لدينا فإننا نتوقع عدم التصادم او حدوث معارك مع داعش، وإذا قام عناصر داعش بتسليم انفسهم الى البيشمركة فانه لن يكون دمار للحويجة وينتهي بأيام قليلة”.
تحذيرت من موجة نزوح 
وفي الجانب الإنساني، يتخوف الناشطون وأعضاءٌ فاعلون في منظمات الإغاثة من موجة نزوح جديدة، لا سيما وأن ١٧ ألف عائلة فرت من المدينة منذ عام ٢٠١٤، تمركزت غالبيتها في محافظة كركوك، التي تعاني من ضغوط اقتصادية وأمنية وتحاول إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.
ويقدر عدد سكان قضاء الحويجة بحدود 318٫600 نسمة غالبيتهم من عشائر الجبور والعبيد وشمر والدليم.
كما أعلن محافظ كركوك، نجم الدين كريم، استعداد المحافظة لاستقبال النازحين من الحويجة عند انطلاق معركة تحريرها، وأضاف  في بيان له “إننا نتوجه بدعوتنا مجدداً للقائد العام للقوات المسلحة بإطلاق معركة تحرير الحويجة”.
وتابع أن المحافظة ستعمل مع اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين الحكومية والمنظمات الدولية لاستقبال النازحين وتأمين متطلباتهم الإنسانية وضمان العودة السريعة للمناطق التي ستحرر”.
من جهته نقل المرصد العراقي لحقوق الإنسان عن سُكان من داخل قضاء الحويجة إن “تنظيم داعش أجبر خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين، بعض العوائل على حمل السلاح والقتال معه، كما قام عناصره بزرع العبوات الناسفة في الشوارع وإحتجاز بعض المدنيين بالقرب من مقرات التنظيم الذي نفذ عمليات إعتقال واسعة بحق مدنيين”.
وقال المرصد إن الألاف من المدنيين في قضاء الحويجة والقرى التابعة لها معرضون لخطر تنظيم “داعش” محذراً  من حدوث إنتهاكات بحق المدنيين اثناء العمليات العسكرية لاستعاده القضاء من سيطرة التنظيم.
وأضاف المرصد أن “عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في الحويجة، وينوي تنظيم داعش إستخدامهم دروعاً بشرية لحماية مسلحيه عند بدأ العمليات العسكرية”.
وتابع المرصد أنه “سيفر نحو 85 ألف مدني تقريباً عند بدء العمليات العسكرية لإستعادة القضاء من داعش ويتحتم على السلطات العراقية والمنظمات المحلية تقديم المساعدات اللازمة لإعانة الهاربين وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين.