حرب السنوات الثمان في ذاكرة العراقيين

حرب السنوات الثمان في ذاكرة العراقيين
يستذكر العراقيون اليوم، حربا مع ايران بدأت باتهامات متبادلة، عن التجاوزعلى الحدود، دون ان يخرج اي طرف من الحرب "منتصرا"، ولم يرث منها طرفا الحرب سوى استنزاف في الارواح والممتلكات، دون ان تتغير الحدود التي نشب بسببها الحرب، ووفق المراقبين، فهو يوم "الايام العراقي" او "تجرع كاس السم الايراني" وهي تسميات مختلفة اطلقت على نهاية ثمان سنوات من الحرب بين البلدين.
وقد بدأت الحرب بعد قيام الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979، على خلفية تدهور العلاقات بين البلدين الجارين، حيث تطورت الى اتهامات متبادلة بالتجاوز على الحدود، وبدا الجانبان بقصف بعض، والغاء الجانبان لاتفاقية الجزائر، لتنشب الحرب بينهما بشكل فعلي في 22 ايلول عام 1980، بعد ان هاجم العراق مواقع في عمق ايران .
تشير دراسات ومراجعات حديثة، الى ان هذه الحرب كانت لها سمات فريدة، كالافتقار الى اهداف واضحة، فكل من الخميني، وصدام حسين اشارا الى عدد من الاهداف، من بينها تغيير نظام الحكم ضد بعضهما البعض، حيث اطلق الخميني شعار "الطريق الى القدس يمرعبر بغداد"، في اشارة الى ضرورة غزو العراق، وكذلك الحال مع صدام حسين الذي زج قضايا مثل احياء الامجاد العربية التاريخية، في القضاء على الفرس، مثلما حدث في معركة القادسية، ثم قضية الجزر المختلف عليها، بين ايران والامارات العربية ، وصولا الى محاولة ضم خوزستان الايرانية .
كما اوصى (صدام) جيشه بالسعي الى تحقيق النصر، من خلال الشجاعة والتضحية، دون اخذ القدرات البشرية الايرانية المتفوقة بنظر الاعتبار، فيما اظهرت مصادر تاريخية ووثائق حديثة، بانه في المرحلة الاخيرة من الحرب تيقن صدام، بانه لن يستطيع الفوز فيها، لذا بدا بالتوسل الى دول العالم لمساعدته للخروج من الحرب عبر وسائل دبلوماسية، لاسيما بعد ادراك انه لايمكن هزيمة خصمه.
وفي المقابل قبل (خميني) ماسماه "تجرع السم" ووافق على وقف اطلاق النار، معتذرا من الشعب الايراني الذي جهزه نفسه للوصل الى كربلاء ثم القدس دون ان يتحقق اي منهما، ليعلن وقف اطلاق النار بشكل رسمي يوم ( 8 اب 1988)، واطلق عليه العراق "يوم النصر العظيم" من جانب واحد وارغم الناس على الاحتفال به رغم المآسي والويلات التي خلفتها تلك الحرب، وانتهت الحرب من دون منتصر، بل اصبح الطرفان خاسرين كما يقول المراقبون، حيث لم تتغير الحدود بين طرفي الحرب. 
وعلى الصعيد الميداني تقول الارقام ان الحرب اودت بحياة نحو مليون قتيل من كلا الجانبين، هذا بالاضافة  الى ان ضعف هذا العدد كانوا ضحايا تلك الحرب من حالات الاصابة والعجز الدائم، فضلا عن اعداد هائلة من اللاجئين، يضاف اليها خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات لكلا البلدين، خرج العراق منها بديون دولية دفعته الى التفكير باحتلال دولة الكويت كمخرج لارث الحرب الثقيل.